الأحد، 30 يناير 2011

أتمنى أن يعود الأمن إليك يا مصر وتعودي كما كنت أم للدنيا


هذا ما يتمناه كل شاب في قطاع غزه فمصر أرخت بظلالها علينا .
هنا في قطاع غزه بمجرد أن تناقلت وسائل الإعلام نبا الأحداث الجارية حتى ازدحم الناس على محطات الوقود وارتفعت أسعار الدقيق وعاش الشعب كأنه مقبل على حرب والكل يحمل همومه ويتلمس من صديقه خبرا يطمئنه الكهرباء متقطعة والراديو هات لا تنطفئ البعض يتابع العربية والبعض الأخر يتابع الجزيرة والأخبار متناقضة والآراء متباينة وصراع ما بعده صراع فمصر قريبه منا ليس بالجوار فقط وإنما بالروح والثقافة والحياة فمصر أم غزه كما هي أم الدنيا ولكن غزه لا تحبها .

عاش الوطن العربي

ليس هذا وطني الكبير...

لا

ليس هذا الوطن المربع الخانات ..
كالشطرنج..
والقابع مثل نملة في أسفل ...
الخريطة..
هو الذي قال لنا مدرس ...
التاريخ ذات يوم...
بأنه موطننا الكبير..

لا

ليس هذا الوطن المصنوع من ..
عشرين كانتونا"..
ومن عشرين دكانا"..
ومن عشرين صرافا"..
وحلاقا"...
وشرطيا"...
وطبالا"..وراقصة..
يسمى وطني الكبير..

لا

ليس هذا الوطن السادي..
والفاشي..
والشحاذ.... والنفطي..
والفنان....والأمي..
والثوري...والرجعي...
والصوفي ..والشبقي..
والشيطان ...والنبي..
والفقيه ...والحكيم..
والامام...
هو الذي كان لنا ..
في سالف الايام...
حديقة الاحلام..

لا

ليس هذا الجسد المصلوب...
فوق حائط الاحزان كالمسيح...

لا

ليس هذا الوطن الممسوخ ..
والضيق كالضريح...

لا

ليس هذا وطني الكبير...


لا

ليس هذا الأبله المعاق...
والمرقع الثياب...
والمجذوب والمغلوب..
والمشغول في النحو وفي ..
الصرف..
وفي قراءة الفنجان ..
والتبصير..


لا

ليس هذا الوطن..
المنكس الأعلام..
والغارق في مستنقع الكلام..
والحافي على سطح من الكبريت..
والقصدير..

لا

ليس هذا الرجل المنقول..
في سيارة الاسعاف..
والمحفوظ في ثلاجة الاموات..
والمعطل الاحساس والضمير..

لا

ليس هذا وطني الكبير..

لا

ليس هذا الرجل المقهور..
والمكسور..
والمذعور كالفأرة..
والباحث في زجاجة الكحول ..
عن مصير..

لا

ليس هذا وطني الكبير..

ياوطني ..
ياأيها الضائع..
في الزمان والمكان..
والباحث في منازل ..
العربان..
عن سقف وعن سرير...
لقد كبرنا واكتشفنا ..
لعبة التزوير...
فالوطن الذي من أجله .
مات صلاح الدين..
يأكله الجائع في سهولة..
كعلبة السردين..
والوطن الذي من أجله ..
قد غنت الخيول في حطين...
يبلعه الانسان في سهولة...
كقرص أسبرين...
من كلمات الشاعر نزار قباني